الرياض، 6 نوفمبر 2025 – يستمر قطاع العقارات في المملكة العربية السعودية في تسجيل نمو ملحوظ، مدعوماً برؤية 2030 ومشاريع التنويع الاقتصادي الكبرى. خلال الأسبوع الماضي، شهد السوق العقاري صفقات بارزة تجاوزت قيمتها المليار ريال سعودي، مع تركيز على الاستثمارات في المدن الرئيسية مثل الرياض، جدة، والدمام، بالإضافة إلى مشاريع السياحة والترفيه. في هذا المقال، نستعرض أبرز هذه الصفقات وتأثيرها على السوق.
ارتفاع الطلب على العقارات السكنية في الرياض
بدأ الأسبوع بصفقة كبرى في العاصمة الرياض، حيث أعلنت شركة “الرياض للتطوير العقاري” عن بيع 500 وحدة سكنية في مشروع “الرياض غرين” مقابل 650 مليون ريال. يُعد هذا المشروع جزءاً من مبادرة “سكني” الحكومية، التي تهدف إلى توفير 70 ألف وحدة سكنية سنوياً. وفقاً لبيانات الهيئة العامة للعقار، ارتفع حجم المعاملات السكنية في الرياض بنسبة 15% مقارنة بالأسبوع السابق، مدفوعاً بزيادة الطلب من المواطنين الشباب الذين يستفيدون من برامج الدعم الحكومي مثل “رخصة البناء” و”التمويل العقاري”.
في سياق متصل، أبرمت شركة “دار الأركان” صفقة مع مستثمرين أجانب من الإمارات مقابل 320 مليون ريال لتطوير مرحلة جديدة في مشروع “أركان الرياض”، الذي يركز على العقارات الفاخرة. هذه الصفقة تعكس الثقة المتزايدة من الدول الخليجية في السوق السعودي، حيث بلغت استثمارات الخليجيين في العقارات السعودية أكثر من 2 مليار ريال خلال الربع الثالث من 2025.
ازدهار التجارة والسياحة في جدة والمنطقة الغربية
انتقلت الأضواء إلى جدة يوم الثلاثاء، مع إعلان هيئة تطوير ميناء جدة الإسلامي عن صفقة استثمارية بقيمة 450 مليون ريال مع مجموعة “إعمار العالمية” لتوسعة المناطق التجارية حول الميناء. تشمل الصفقة بناء فنادق ومراكز تسوق متكاملة، مما يعزز من دور جدة كمركز سياحي إقليمي. وفقاً لتقرير صادر عن غرفة التجارة في جدة، ارتفع مؤشر أسعار العقارات التجارية بنسبة 8% في المنطقة الغربية خلال الأسبوع، مدعوماً بزيادة حركة السياح بنسبة 22% مقارنة بعام 2024، بفضل موسم الحج والعمرة.
كما سجلت مدينة الطائف صفقة فرعية بقيمة 180 مليون ريال لشراء أراضٍ زراعية-سياحية، حيث أصبحت المنطقة وجهة مفضلة للاستثمارات الترفيهية مع مشاريع مثل “الطائف السياحية”.
الدمام وشرق المملكة: التركيز على الطاقة والصناعة
في الشرقية، أبرمت شركة “سابك” صفقة مع شركة تطوير عقاري محلية بقيمة 280 مليون ريال لبناء مجمعات سكنية وتجارية قرب المنطقة الصناعية الثانية في الدمام. هذه الصفقة تأتي في أعقاب زيادة الاستثمارات في قطاع الطاقة المتجددة، حيث يتوقع أن تخلق 2,000 فرصة عمل جديدة. كما أشارت بيانات البنك المركزي السعودي إلى أن معاملات العقارات الصناعية في الشرقية بلغت 1.2 مليار ريال في أكتوبر، مع توقعات بارتفاع إضافي بنسبة 12% في نوفمبر.
تحليل السوق: عوامل الدفع والتحديات
يُعزى هذا النشاط إلى عدة عوامل رئيسية:
• الدعم الحكومي: برامج مثل “سكني” و”نطاقات” ساهمت في تسهيل التمويل، مما خفض الفوائد على القروض العقارية إلى أقل من 3%.
• الاستثمار الأجنبي: قوانين الاستثمار الجديدة سمحت بملكية أجنبية تصل إلى 100% في بعض القطاعات، مما جذب 1.5 مليار دولار أمريكي في الاستثمارات العقارية خلال 2025.
• التضخم الإيجابي: ارتفع متوسط أسعار المتر المربع في المدن الكبرى بنسبة 5-7%، لكنه يظل أقل من المتوسط الإقليمي.
ومع ذلك، تواجه السوق تحديات مثل ارتفاع تكاليف البناء بنسبة 10% بسبب نقص المواد الخام، وتأثير التقلبات الاقتصادية العالمية على أسعار النفط. يُتوقع أن يعالج مشروع “نيوم” جزءاً من هذه التحديات من خلال صفقات قادمة في الشمال الغربي.
خاتمة: مستقبل مشرق للعقارات السعودية
يُظهر الأسبوع المنصرم قوة السوق العقاري السعودي، الذي يساهم بنسبة 6% في الناتج المحلي الإجمالي. مع استمرار الإصلاحات، من المتوقع أن يصل حجم الصفقات السنوي إلى 500 مليار ريال بحلول نهاية 2025. يُنصح المستثمرين بالتركيز على المناطق الناشئة مثل القصيم والجوف لتحقيق عوائد أعلى.
المصادر: هيئة العقار، غرفة التجارة السعودية، بيانات البنك المركزي. للمزيد من التفاصيل، يُرجى متابعة التقارير الرسمية.
